يقول مولانا العارف بالله تعالى احمد رضوان رضى الله عنه :- إذا أراد الله بعبده خيراً قيض له حالاً يسوقه إلى عارف بالله، والحمد لله فإن العارفين به كثيرون في هذه الدنيا، فمتى اتصل العبد بأحد العارفين عرف حاله وما يحتاج إليه في سيره إلى الله وأعطاه الدواء الناجح لشفاء روحه وزوده بكل ما يحتاجه في طريق الله حتى يصل إلى ربه، وبذلك يتحقق له الفوز في الدنيا والآخرة ويكون نبراساً للهدى.

أخر المواضيع

الجذب

الجذب
قال الشيخ رضى الله عنه وارضاه :
الجذب على ثلاث أقسام:
القسم الأول: قسم تصنعي وصاحبه يتصنع الجذب هروباً من طلب المعيشة ومسئولياتها ليستريح ويتواكل لا يتكل، وهذا من الخطأ العظيم.
وقد قدم وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكروا أن عندهم رجلاً يقوم الليل ويصوم النهار، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - من يعوله؟ قالوا أخوه، قال أخوه اعبد منه.

ولنا في ذلك أسوة حسنة بالرسول عليه الصلاة والسلام.
القسم الثاني: هو جذب خيالي، وهو جذب تكون فيه الأفكار التي ترد على العبد من هموم الدنيا، بحيث تحدث اضطراباً في قلبه فيعتريه حالة الجذب.
القسم الثالث: هو الجذب الحقيقي، وهو اختطاف رباني يحدث من غير تكلف عناء، ولا مشقة سعى، وصاحبه يصلى.
وهذه القسم الأخير جذبان جذب متقطع، وجذب مطبق
فصاحب الجذب المتقطع يغيب ويفيق، أما صاحب الجذب المطبق فلا يفيق، ولا كلام لنا عن الجذب الذي لا يفيق صاحبه.
إنما نتكلم عن الذي يفيق منه صاحبه، فان الذي يفيق يأمر بإتباع ما جاءت به الشريعة، وقد كان الشبلى كذلك، وكان يفيق في وقت الصلاة.
فالمجاذيب قوم أخذهم الله من أنفسهم، فهم ليسوا من الناس، وهو ناجون، لكنهم لا ينفعون الناس، لان الذي ينفع في طريق الله هم العلماء بربهم، العاملون بالكتاب والسنة، الجامعون للحقيقة والشريعة.
وإذا جاء احدهم (أي المجاذيب) فأعطه ما يطلب، ولكن إذا طلب نقوداً فلا تعطه، لأنها تستوي عنده مع التراب، ولبس الملابس عنده والعرى سواء، ولا تأخذ عن المجاذيب، ولا تطلب منهم الدعاء لأنهم يدعون عليك بالفقر والمرض، لأنهم يحبون هاتين الصفتين للمسلمين جميعاً، لان الله يدخل بهما المسلمين الجنة.
وإذا أعطاك المجذوب ليمونه فإن فيها بلاء ومرض، فعفوا عن لبس ثيابهم أو الأكل معهم، وقد طوي الشيخ الطشطوشى رغيفاً وفيه خمسون داء من المرض وأرسله للشيخ الشعراني، فأعطاه الإمام الشعراني لخادمه فمرض، فقال الشيخ الطشطوشى لما علم ذلك سأصيده مرة أخرى!!
وان المجاذيب يقسمون البلايا في الأسحار على أهل الحضرة الإلهية، وكل من يصاب بالجذب يحتاج إلى ملاطفة وتهدئة، ومن المجاذيب من يسير من جهة إلى جهة، ويمشى دائماً، ومنهم من يبقى في مكانه، وبعد فترة الجذب يصحو المجذوب، أما في فترة الجذب فيكون عقله غير ثابت.
قال - صلى الله عليه وسلم - ((أريت الجنة فإذا أكثر أهلها البله)).

وأهل الجنة قليل من الناس، وأهل الحضرة اقل كثيراً، قال تعالى ((وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)) (سبأ 13).
إن الله قسم العقول كما قسم الأرزاق، والقلوب محل أسرار الله
ويلزم المتعلق بالله أمران:
الأول: ألا يوقف نفسه للإجابات
الثاني: أن يترك نفسه لله ويداوم على الحضور معه، حتى يفتح الله عليه، فإن شاء انطقه بالعلم وإن شاء أسكته.
***************