يقول مولانا العارف بالله تعالى احمد رضوان رضى الله عنه :- إذا أراد الله بعبده خيراً قيض له حالاً يسوقه إلى عارف بالله، والحمد لله فإن العارفين به كثيرون في هذه الدنيا، فمتى اتصل العبد بأحد العارفين عرف حاله وما يحتاج إليه في سيره إلى الله وأعطاه الدواء الناجح لشفاء روحه وزوده بكل ما يحتاجه في طريق الله حتى يصل إلى ربه، وبذلك يتحقق له الفوز في الدنيا والآخرة ويكون نبراساً للهدى.

أخر المواضيع

الصوفية وعلماء الظاهر

الصوفية وعلماء الظاهر
قال الشيخ رضى الله عنه وارضاه :
الفرق بينهما هو أن الصوفية لا يجمعون كلاماً وإنما يتكلمون من فيض الله على حسب المناسبات، لأنه سبحانه وتعالى رحيم بهم، يخرجهم من التجلي الجلالى إلى الطمأنينة، فلا يجمعون كلاماً بين يديه، فإذا رفع عنهم التجلي الجلالى نطقوا بما ثبت في قلوبهم على مقتضى الكتاب والسنة، ودليلهم على ذلك ((لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)) ... (القيامة 16).
يعنى كن معنا ولا تكلف نفسك عناء، فما أثبتناه في قلبك فاقرأه وأقرئه.

وهكذا كان حال النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذلك حال عباد الله الصالحين، لا يجمعون قولاً من كتاب ولا ينمقون المقالات، بل تلقى عليهم من محض فضل الله، فهم حاضرون مع الله لا يغيبون عنه، فإذا فتح لهم من فيض علمه نطقوا به، فمن فارق الحضور مع الله خسر الآخرة، وأولئك قوم حاضرون مع الله لأنهم لما شهدوا لذة الجمال غابوا عن السوي، وإن كانوا مع السوي، حتى قال سيدنا عمر (بأبي أنت وأمي يا رسول الله لو نكحت كفئاً ما ناكحتنا، والله ما أكلت إلا لأجلنا، ولا شربت إلا لأجلنا))
وقال الشيخ أبو الوفا الشرقاوي مادحاً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
لولا المراحم ممن أنعمت رحما *** أحشاؤه رد منها الشرب والاكلا
إلى أن قال عنه في الإسراء في الاستفتاح للسموات:
وإنما استفتح الأبواب خادمه *** ليستعدوا ويلقوا ذاته حفلا
حيث كان الاستفتاح من جبريل - عليه السلام - ليستعدوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - لا للاستئذان، وكيف يستأذن لدخول السموات وهو المخصوص بالجمعية من رب العالمين.

*****