يقول مولانا العارف بالله تعالى احمد رضوان رضى الله عنه :- إذا أراد الله بعبده خيراً قيض له حالاً يسوقه إلى عارف بالله، والحمد لله فإن العارفين به كثيرون في هذه الدنيا، فمتى اتصل العبد بأحد العارفين عرف حاله وما يحتاج إليه في سيره إلى الله وأعطاه الدواء الناجح لشفاء روحه وزوده بكل ما يحتاجه في طريق الله حتى يصل إلى ربه، وبذلك يتحقق له الفوز في الدنيا والآخرة ويكون نبراساً للهدى.

أخر المواضيع

شكر الله

شكر الله
قال الشيخ رضى الله عنه وارضاه :
قال الله تعالى ((لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)) (إبراهيم 7)
قال - صلى الله عليه وسلم - في دعائه ((اللهم اهدنى لأحسن الشكر))
فان العبد إذا شكر ربه عند نعمة الله كتب في السماء من الشاكرين، فتبصروا في نعم الله عليكم، وانظروا في بديع صنعه، وكونوا من الشاكرين، ولا يكون العبد شاكراً إلا إذا كان دائم الذكر لله، ودائم الحضور لله.
قال رجل لبشر الحافي: متى أكون شاكراً؟
فقال له: إذا عرفت أن الأمر لله وحده، واستعذبت البلاء فيه.
وقال رجل للجنيد: متى أكون ذكراً؟
قال له: إذا رأيت الله في كل نعمة، ومع كل نعمة، وبعد كل نعمة.
وقال رجل للفضيل: كيف قبول حسناتي؟
فقال له: إذا استغفرته في توحيدك، وكنت في أعمالك بالله لا بنفسك، وقاطعت كل قاطع عنه.
والله انى لخجلان من ربى ماذا أقول له؟ إن جلال الله تعالى لم يبق لي شيئاً حتى أراه في عملي.
وإن مكارم الأخلاق كثيرة جداً، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - (( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))
وذلك لان مكارم الأخلاق سلالم يرقاها المؤمن للوصول إلى الله ومنها قول الحق، وتحرى الصدق، وإخلاص النية لله، والعدل، وكظم الغيظ والعفو عن الناس، والذكر والقيام بفرائض الله، واجتناب المحرمات ومصاحبة أهل الله والأدب مع حضرتهم والإنفاق في السفر والإقامة مع الإخوان عند حدود الله فالسلالم موجودة، والطريق معدة، وقد يطلب العبد شيئاً من ربه ولا يستجاب له، فلا يخرج العبد عن حد الأدب مع الله، فربما أعطاك في المنع، وربما أعطاك فمنعك، يقول الله تعالى (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) (البقرة 216)
وقال احد العارفين:
إنا أقمنا على عذر وقد رحلوا - وليس من أقام على عذر كمن رحلا
ومن مكارم الأخلاق الأدب مع الحكام.
قال تعالى (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )) (النساء 59).
فيجب على المؤمن أن يستأذن للدخول عليهم، وان يطيع أمرهم ماداموا على الحق، وان يدعوا لهم، لان الحاكم سلطان في الأرض، فإذا تعطل خبثت النفوس وكثرت الفتن وضاعت المصالح.
وقال بشر الحافي: قمت لأحد الحكام، فنوديت في نومي (( أكرمت سلطان الله لأكرمنك في الدنيا والآخرة )).
اللهم اجعل على يد حكامنا البركة، اللهم أعنا على عدوك وعدونا، اللهم أعنا على قهر إسرائيل وغزوها، اللهم قونا فإنا لا نخشى سواك، اللهم يا جامع القلوب اجمعنا عليك، اللهم هيئنا لنكون صوراً من صور جنودك، قائمين بحقك، متبعين رسولك الأمين - صلى الله عليه وسلم -، فهو خزانة العلوم والفيوضات، ومهبط الرحمات، وباب الخيرات لهذا الأمة، وهو شفيع الأمة، وسفينة نجاتها من العذاب والغرق في الدنيا والآخرة، اللهم أكرمنا به وبآله وبأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
***