عمله وزهده وطعامه رضى الله عنه
عمله وزهده
عمل رضوان الله عليه منذ صغره بالزراعة، مؤمناً أن التصوف الحقيقي بذل وعطاء وكد وتعب, ثم عمل بالتجارة, كان سعيه رضي الله عنه فيها سعي الذي يؤمن بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم:(ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد راكب). وهذا يقين العارف بحاجته في الدنيا والفاهم لمزيد عطاء الله يوم القيامة, وكان رضي الله عنه راضياً بعطاء الله له مكتفياً بما يرزق, حتى إنه كان يبيت الليل جائعاً تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم, حتى أفاض الله عليه من جوده ومنّ عليه من فضله، فما احتجز شيئاً لنفسه ولا أبقى مدّخراً لأهله، بل كانت يداه أسرع بالبذل والعطاء, فعرف الفقراء سبيلهم إلى موائد الطعام عنده يجلسهم بين يديه, ويغرف عليهم من كرم ربه عليه، ولم يفرق رضي الله عنه في مجالس الطعام بين غني وفقير ولا صغير ولا كبير.
ومن شدة حرصه على ذلك أوصى أولاده قائلاً:( ستظل الساحة عامرة بزوارها ما لم تفرقوا) فكان أولاده رضي الله عنهم حريصين كل الحرص على ذلك، فالمراقب لمائدة الطعام في الساحة الرضوانية يشاهد الجالسين متراصين حسب قدومهم إلى مائدة الطعام لا حسب مكانتهم الاجتماعية ولا الأدبية.
مجلسه
كان رضي الله عنه يميل في مجلسه إلى الجلسة المشابهة للصلاة, وإذا اتكأ لا يتكئ إلا على شقه الأيمن، ويحب في مجلسه استقبال القبلة، ويجعل يديه أسفل رأسه وهو يقول: هذه جلسة أهل التمكين, وكان رضي الله عنه يقضي الليل كله ساهراً، ولم يعرف عنه كثرة النوم، فإذا أراح جسمه قليلاً يغطي جسمه بغطاء.
لباسه
كانت الثياب البيضاء أحب الثياب إليه, وعرف عنه رضي الله عنه أنه كان يلبس لباس الصيف في الشتاء، ولباس الشتاء في الصيف، فلا يظهر عليه برد في الشتاء ولا شعور بقيظ الحر في الصيف, وكان يصب عليه الماء البارد في أشد الأيام برداً فلا يتألم لبرودته, ويوقد النار في الصيف ويقف بجوارها دون أن يتأثر بحرها، وهذه الصفة ورثها من جده الإمام علي كرم الله وجهه، فقد ورد أن الإمام علياً رضي الله عنه وكرم الله وجهه كان يخرج في الصيف القائظ وهو يلبس عباءً ثخيناً محشواً فلا يشعر بحر ولا يشكو منه, وكذلك ورد أنه كان يسير في الشتاء شديد البرد وهو يلبس ثوباً خفيفاً, حتى إن أصحابه تعجبوا من ذلك فسألوا عن سره فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لي يوم خيبر فقال: اللهم اكفه الحر والبرد، فما وجدت بعد ذلك برداً ولا حراً .
طعامه
كان أحب الشراب لديه اللبن، وأحب الطعام عنده اللحم، وأحب اللحوم لحم الضأن، وكان يحب الحلوى والفاكهة .. هذا في أيام قوته أما في أخريات حياته فكان طعامه شبه الدائم الزبادي والدباء مسلوقاً بالماء.
وكان يأكل بثلاثة أصابع، ويأمر أهله وأحبابه باتباع السنة في الطعام, فلا يكون الطعام ساخناً سخونة مضرة، ولا بارداً برودة مخلة, ولا يجلس إلى مائدة الطعام إلا إذا رأى الفقراء قد سبقوه إليها.
وروي أن أحد عمد إسنا قد أعد وليمة بمناسبة زيارة الشيخ للقرية, وكان أحد المجاذيب الفقراء يسمى حسن قد حاول أن يدخل إلى مجلس الشيخ, فمنعه الناس من الدخول فلما أعدت المائدة، ودعي الشيخ إليها قال رضي الله عنه: لن أجلس حتى تأتوا بحسن، فخرج العمدة وأهله يبحثون عن هذا الفقير حتى عثروا عليه.. فما جلس الشيخ إلا بعد أن جلس هذا الفقير الجائع.
وكان على عادة أهل القرى في صعيد مصر عدم الجلوس أثناء الطعام مع الفقراء والمساكين, بل يجعلون لهم مائدة خاصة بهم, بل ولا يجلسون معهم في مجلس واحد, بل لكبار القوم مجلس خاص لا يرتاده الفقراء, فوفق الله مولانا الشيخ أحمد رضوان رضي الله عنه حتى جعل لهؤلاء الفقراء مجلساً مع أكابر الناس يجلسون حيث يجلس عليه القوم، ويأكلون معهم فأسس في صعيد مصر هذا المبدأ الراسخ الذي لم يكن موجوداً قبله رضي الله عنه في هذه الأماكن.
وكان رضي الله عنه في أحد مجالسه فسأل: من بالخارج ؟ فقالوا له: فلان مدير كذا، واللواء فلان، والمستشار فلان، وعدوا له مجموعة من عِلية القوم، ثم سأل: ومن؟ قالوا: فلان، وهو رجل شريف فقير، وقال وهو غاضب رضي الله عنه: أتعدون لي فلاناً وفلاناً، وتتركون هذا الشريف فهو خير من هؤلاء جميعاً أدخلوه علي .
عمل رضوان الله عليه منذ صغره بالزراعة، مؤمناً أن التصوف الحقيقي بذل وعطاء وكد وتعب, ثم عمل بالتجارة, كان سعيه رضي الله عنه فيها سعي الذي يؤمن بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم:(ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد راكب). وهذا يقين العارف بحاجته في الدنيا والفاهم لمزيد عطاء الله يوم القيامة, وكان رضي الله عنه راضياً بعطاء الله له مكتفياً بما يرزق, حتى إنه كان يبيت الليل جائعاً تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم, حتى أفاض الله عليه من جوده ومنّ عليه من فضله، فما احتجز شيئاً لنفسه ولا أبقى مدّخراً لأهله، بل كانت يداه أسرع بالبذل والعطاء, فعرف الفقراء سبيلهم إلى موائد الطعام عنده يجلسهم بين يديه, ويغرف عليهم من كرم ربه عليه، ولم يفرق رضي الله عنه في مجالس الطعام بين غني وفقير ولا صغير ولا كبير.
ومن شدة حرصه على ذلك أوصى أولاده قائلاً:( ستظل الساحة عامرة بزوارها ما لم تفرقوا) فكان أولاده رضي الله عنهم حريصين كل الحرص على ذلك، فالمراقب لمائدة الطعام في الساحة الرضوانية يشاهد الجالسين متراصين حسب قدومهم إلى مائدة الطعام لا حسب مكانتهم الاجتماعية ولا الأدبية.
مجلسه
كان رضي الله عنه يميل في مجلسه إلى الجلسة المشابهة للصلاة, وإذا اتكأ لا يتكئ إلا على شقه الأيمن، ويحب في مجلسه استقبال القبلة، ويجعل يديه أسفل رأسه وهو يقول: هذه جلسة أهل التمكين, وكان رضي الله عنه يقضي الليل كله ساهراً، ولم يعرف عنه كثرة النوم، فإذا أراح جسمه قليلاً يغطي جسمه بغطاء.
لباسه
كانت الثياب البيضاء أحب الثياب إليه, وعرف عنه رضي الله عنه أنه كان يلبس لباس الصيف في الشتاء، ولباس الشتاء في الصيف، فلا يظهر عليه برد في الشتاء ولا شعور بقيظ الحر في الصيف, وكان يصب عليه الماء البارد في أشد الأيام برداً فلا يتألم لبرودته, ويوقد النار في الصيف ويقف بجوارها دون أن يتأثر بحرها، وهذه الصفة ورثها من جده الإمام علي كرم الله وجهه، فقد ورد أن الإمام علياً رضي الله عنه وكرم الله وجهه كان يخرج في الصيف القائظ وهو يلبس عباءً ثخيناً محشواً فلا يشعر بحر ولا يشكو منه, وكذلك ورد أنه كان يسير في الشتاء شديد البرد وهو يلبس ثوباً خفيفاً, حتى إن أصحابه تعجبوا من ذلك فسألوا عن سره فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لي يوم خيبر فقال: اللهم اكفه الحر والبرد، فما وجدت بعد ذلك برداً ولا حراً .
طعامه
كان أحب الشراب لديه اللبن، وأحب الطعام عنده اللحم، وأحب اللحوم لحم الضأن، وكان يحب الحلوى والفاكهة .. هذا في أيام قوته أما في أخريات حياته فكان طعامه شبه الدائم الزبادي والدباء مسلوقاً بالماء.
وكان يأكل بثلاثة أصابع، ويأمر أهله وأحبابه باتباع السنة في الطعام, فلا يكون الطعام ساخناً سخونة مضرة، ولا بارداً برودة مخلة, ولا يجلس إلى مائدة الطعام إلا إذا رأى الفقراء قد سبقوه إليها.
وروي أن أحد عمد إسنا قد أعد وليمة بمناسبة زيارة الشيخ للقرية, وكان أحد المجاذيب الفقراء يسمى حسن قد حاول أن يدخل إلى مجلس الشيخ, فمنعه الناس من الدخول فلما أعدت المائدة، ودعي الشيخ إليها قال رضي الله عنه: لن أجلس حتى تأتوا بحسن، فخرج العمدة وأهله يبحثون عن هذا الفقير حتى عثروا عليه.. فما جلس الشيخ إلا بعد أن جلس هذا الفقير الجائع.
وكان على عادة أهل القرى في صعيد مصر عدم الجلوس أثناء الطعام مع الفقراء والمساكين, بل يجعلون لهم مائدة خاصة بهم, بل ولا يجلسون معهم في مجلس واحد, بل لكبار القوم مجلس خاص لا يرتاده الفقراء, فوفق الله مولانا الشيخ أحمد رضوان رضي الله عنه حتى جعل لهؤلاء الفقراء مجلساً مع أكابر الناس يجلسون حيث يجلس عليه القوم، ويأكلون معهم فأسس في صعيد مصر هذا المبدأ الراسخ الذي لم يكن موجوداً قبله رضي الله عنه في هذه الأماكن.
وكان رضي الله عنه في أحد مجالسه فسأل: من بالخارج ؟ فقالوا له: فلان مدير كذا، واللواء فلان، والمستشار فلان، وعدوا له مجموعة من عِلية القوم، ثم سأل: ومن؟ قالوا: فلان، وهو رجل شريف فقير، وقال وهو غاضب رضي الله عنه: أتعدون لي فلاناً وفلاناً، وتتركون هذا الشريف فهو خير من هؤلاء جميعاً أدخلوه علي .